ثمّ قرأ الإمام عليّ بن الحسين عليهالسلام هذه الآية : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة / ٧٣) (١).
وفي مقابل هذه اللذّات الجسدية والروحية هناك آلام جسدية وروحية معا كما في قوله تعالى :
١ ـ (وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) (التوبة / ٦٩).
فقوله : (خالِدِينَ فِيها) إشارة إلى العذاب الجسدي.
وقوله : (وَلَعَنَهُمُ) إشارة إلى العذاب الروحي ، وألم البعد لأنّ اللعن هو الطرد من الرحمة الإلهية.
٢ ـ ومنها قوله تعالى : (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) إشارة إلى العذاب الجسدي. (يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) (الأحزاب / ٦٧).
وهذا إشارة إلى العذاب الروحي لأنهم يتحسرون على ترك الإطاعة ، والتحسّر ألم روحي لا جسدي.
هذا بعض الآيات الدالّة على رجوع الروح إلى البدن.
وأما الأخبار فكثيرة منها :
١ ـ ما ورد عن عمّار بن موسى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن الميّت يبلى جسده؟
قال : نعم ، حتى لا يبقى لحم ولا عظم إلّا طينته التي خلق منها ، فإنّها لا تبلى ، تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة (٢).
٢ ـ وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨ ص ١٤٠ ح ٥٧.
(٢) بحار الأنوار : ج ٧ ص ٢٣ ح ٢١. ومعنى قوله : «مستديرة» اما أنها مدوّرة وإما متغيرة في أحوال مختلفة ككونها رميما وترابا وغير ذلك فهي محفوظة في كل الأحوال وهذا ما يؤيد ما ذكره المتكلمون من أن تشخص الإنسان إنما هو بالأجزاء الأصلية ولا مدخل لسائر الأجزاء والعوارض فيه.