٣ ـ هل يعقل أن توجد في أعماقنا محكمة صغيرة بينما لا توجد في هذا الكون الكبير محكمة عادلة؟
إنّ وجود الوجدان الأخلاقي أو بتعبير آخر وجود محكمة الضمير أمرٌ محسوس لدى الجميع ، فكل إنسان يطير فرحاً ويشعر بالرضا العميق عندما يقدم خدمةً إنسانية عظيمة وينقذ مجموعة من المظلومين والمحرومين ، وكل من يقترن بجريمة فيقع فريسة في مخالب الاضطراب ويشعر بآلام عميقة ، (إنّ الحديث هنا لايشمل المجرمين المدمنين على الاجرام الذين مسخت فطرتهم بسبب تكرار ارتكابهم للذنوب ، بل الحديث عن سائر الناس).
فيتضح حينئذٍ أنّ الاعتقاد بالمعاد يكمن في أعماق فطرة البشر من دون حاجة إلى استدلال آخر لإثباته مع توفر ما لايُحصى من الأدلة العقلية لإثباته.
* * *