المعاد الجسماني
تمهيد :
هل يختص المعاد بالجانب الروحي فقط؟ أي هل ينفصل الإنسان بعد موته عن جسمه إلى الابد فيتفسخ جسمه ويفنى ولا يتعلق خلوده في الدار الآخرة إلّابالروح؟ أم تتحقق مسألة المعاد بكلا الجانبين فيعاد الجسم والروح معاً ويتحدان مرة اخرى هناك؟ أم لا يعاد إلّا الجسم لوحده لأنّ الروح ماهي إلّاآثار الجسم ومتعلقاته؟
أم يعاد الجسم والروح معاً ، ولكن الجسم الذي يُعاد هناك هو غير الجسم المادّي المؤلف من العناصر المادية بل هو جسم شفاف أرقى من الجسم الموجود في الدنيا فيكون المعاد ذا حيثية «روحية» وحيثية «نصف جسمية»؟
إنّ لكل واحدة من هذه النظريات الأربعِ المذكورة أنصاراً كثيرين ، لكنّ ما يستفاد من القرآن والذي دلت عليه مئاتُ الآيات هو أنّ المعاد يتمّ بالروح والجسم معاً (وبهذا الجسم المادي) وبما أنّ اعادة الروح من الامور البديهية لدى العلماء والفلاسفه فقد عبّروا عن المعاد ب «المعاد الجسماني» مع أنّ مرادهم من ذلك هو «المعاد الجسماني والروحي».
بعد هذه الإشارة المختصرة نعود إلى القرآن المجيد لنمعن خاشعين في الآيات التي تحدثت عن المعاد الجسماني :
ونظراً لكثرة هذه الآيات فقد قسمناها إلى «تسع مجموعات» واخترنا من كل مجموعة عدّة نماذج وهي كما يلي :
* * *