والمرقد) وإذا شفعناها بالآيات المشابهة لأصبح عددها سبع آيات ، وكل هذه الآيات تبحث بوضوح في مسألة المعاد الجسماني.
ففي الآية الاولى ، قال تعالى : (وَانَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا وَانَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ).
وممّا لا شك فيه هو أنّ ما يَرْقُد في القبور هي أجسام البشر ، وهذا التعبير يشير إلى أنّ ما يُحيى هو ذلك الجسم المادي.
* * *
وورد التعبير بـ «الأجداث» في الآية الثانية بدلاً من القبور ، و «الأجداث» جمع «جَدَث» (على وزن قَفَصْ) بمعنى القبر ، قال بعض اللغويين إن «جدث» لغة «أهل تهامة» أمّا «أهل نجد» فإنّهم يستعملون كلمة «جدف» بدلاً عن «جدث».
على أيّة حال فإنّ هذا التعبير لا يدلّ إلّاعلى المعاد الجسماني ، وذلك لأنّ القبور تضم في باطنها أجساد البشر أو عظامهم البالية وترابهم ، وخروج الناس من القبور يوم القيامة هو دليلٌ حيّ على احياء تلك الأجساد.
* * *
وفي الآية الثالثة نواجه تعبيراً ثالثاً هو مسألة بعث الأموات من «مرقدهم» ، ويتمّ ذلك بهذا النحو وهو إنّ مجموعة من الكفار عندما يبعثون من مرقدهم ويرون أنّهم عادوا للحياة وقامت القيامة يضجون بالصياح والعويل ويقولون : (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَّرْقَدِنَا هذَا).
و «مرقد» من مادّة «رقود» و «رقاد» بمعنى النوم ليلاً أو نهاراً ، ويرى بعض اللغويين أنّه يختص بالنوم ليلاً ، وقيل أيضاً إنّه في الأصل بمعنى الاستقرار والنوم عند نزول البلايا المعضلات (أي النوم المُسكِّن) لذا استُخدم في المكث عند معالجة المعضلات أيضاً.