(وُجُوهٌ يَوْمِئِذٍ نَّاعِمَةٌ). (الغاشية / ٨)
(فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ). (الغاشية / ١٠)
(فِيْهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ). (الغاشية / ١٢)
(فِيْهَا سُرُرٌ مَّرْفُوْعَةٌ). (الغاشية / ١٣)
(وَاكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ). (الغاشية / ١٤)
(وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ). (الغاشية / ١٥)
(وَزَرابِىُّ مَبْثُوتَةٌ). (الغاشية / ١٦)
ففي هذه السورة التي بلغ عدد آياتها ستاً وعشرين آية قد اختصت سبع آيات منها بالمعاد الجسماني ونعم الجنّة المختلفة ، فإذا أردنا احصاء جميع آيات القرآن التي اختصت بهذا المبحث فإننا بهذا تحصل على عدد كبير من هذه الآيات.
ومن الضروري هنا أيضاً أنْ نوضّح أمرين :
١ ـ إنّ نِعَم الجنّة لا تقتصر على النعم الماديّة فحسب ، بل تحتوي على نعم روحية ومعنوية كثيرة أيضاً ـ سوف نتطرق لبحثها باذن الله في محلها المناسب ـ ، ولكن هل من الممكن أساساً أن يوفِّر الله تعالى جميع هذه النعم المادية لتنعّم الجسم بها من دون أن يوفّر النعم والمواهب الملائمة للروح التي تعتبر الجزء الرئيسي في وجود الإنسان والتي هي أرقى وافضل من الجسم من جميع النواحي؟ كلّا طبعاً ، لكنّ عدم ذكر هذه النعم هو لسبب قصور الألفاظ عن بيانها وشرحها ولعدم امكان دركها إلّاعن طريق الوصول إليها ، من أجل هذا لم يأت شرحها في القرآن المجيد ، ولكن رغم ذلك فقد وردت عدّة تعابير غامضة ومختصرة وجذّابة في هذا المجال لبيان عمق وعظمة هذه النعم ، وسوف نتحدث عنها بالتفصيل في بحثٍ مستقل.
٢ ـ إنّ البعض تجرأ في تاويل جميع هذه الآيات بجسارة وحملها على مفاهيم خارجة عن دلالة ظاهر ألفاظها وعدّها كناية عن النعم المعنوية ، لكنّ القواعد المعروفة في باب الألفاظ لا تسمح لنا أبداً بأن نرتكب مثل هذا العمل ، فإذا ما سمحنا لأنفسنا باستخدام هذه