وجاء في كتاب دائرة معارف القرن العشرين نقلاً عن كتاب «اصول علم الاجتماع» لمؤلفه «هربرت اسبينسر» : «إنّ الإنسان القديم وبسبب عدم قدرتهم على التفكير العميق كانوا يتصورون وضع الحياة في الآخرة على قدر عقولهم ، لذا كانوا يحملون اعتقادات عجيبة وغريبة عن جزئيات تلك الحياة تشوبها الخرافات أحياناً ، فالكثير منهم وعلى الرغم من اعترافهم بالحياة الآخرة كانوا يعتقدون بأنّ تلك الحياة تختص بمن مات موتاً طبيعياً ، وكان البعض منهم يعتقد بأنّ تلك الحياة خاصة بالابطال والأقوياء. فقسم من هؤلاء كان يدفن مع الميت سلاحه ، كما كانوا يدفنون الأدوات المنزلية مع النساء ووسائل اللعب مع الأطفال (كي ينتفعوا بها عندما يبعثون ثانياً!).
كما كانوا يدفنون أحياناً جميع ما يمتلك الميت من حيوانات معه ، ويدفنون معه أحياناً شيئاً من حبوب الذرة والحبوب الاخرى لكي يستفيد منها في زراعته في الآخرة!.
كما كانوا يتجاوزون ذلك أحياناً فيدفنون مع الميت نساءه وغلمانه وبعض أعوانه المقربين كي يتسامر معهم في الآخرة! حتى وصل الحد في بعض مناطق المكسيك وأمريكا إلى قتل كاهنٍ (ودفنه) مع أصحاب النفوذ ليشاوروه في الامور الدينية والمعنوية في الآخرة!!.
كما كانوا يقتلون مهرّجه ويدفنونه معه أيضاً ليلهي سيده في الآخرة بحركاته وما يقصّه عليه من الطرائف.
فعدد الذين يقتلون ليدفنوا مع الشخصيات يتناسب مع حجم شخصية ومكانة ذلك الرجل ، وقد ذكر أحد المؤرخين : أنّ عدد ضحايا بعض هؤلاء الأموات يصل إلى مائتي شخص!
وفي بعض الأحيان عندما كان يتوفى أحد الأبناء الأعزاء كانوا يقتلون امّه وعمّته وجدّته فيدفنونهن معه كي يكنَّ إلى جواره في الآخرة» (١).
ممّا لا شك فيه هو أنّ هذه الخرافات المرعبة كانت وليدة أفكار تلك الشعوب المنحطة
__________________
(١) دائرة المعارف قرن بيستم ، ج ١ ، ص ٩٠ ـ ٩٤ (باختصار).