(يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) ، أي أنّه واقعٌ حتماً ، فعلى هذا المعنى يكون مفهوم الآية قريباً من جملة (لا ريب فيه) التي وردت للتعبير عن يوم القيامة ، لكنّ ذيل الآية : (مَالَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَالَكُمْ مِن نَّكِيرٍ) يناسب التفسير الأول.
وهناك احتمال آخر هو أنّ المراد من الآية أنّ أحداً لايستطيع في ذلك اليوم مَنْعَ وايقاف العذاب الإلهي عنكم ، وهذا المعنى يتناسب مع ذيل الآية.
فعلى أيّة حال فإنّ أيّ تفسيرٍ نرجّحه من بين هذه التفاسير فهو يحمل خطاباً بليغاً وشديداً.
* * *
٦٦ ـ يومَ يَدْعُ الدّاعِ إلى شيٍ نُكُرٍ
هذا التعبير الذي ورد ذكره في القرآن المجيد مرّة واحدة هو تعبير غامض ومُقزعٌ ، وينبّه الإنسان إلى امور مهمّة فيما يتعلق بذلك اليوم ، قال تعالى : (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَىءٍ نُّكُرٍ). (القمر / ٦)
وللمفسّرين احتمالات عدّة في مسألة من هو «الداعي» فهل هو الله؟ أم الملائكة المقربون؟ مثل جبرئيل ، أو اسرافيل الذي يدعو الناس إلى القيامة بواسطة نفخ الصور ، فلو أخذنا بنظر الاعتبار الآية الشريفه : (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَستَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ). (الاسراء / ٥٢)
فإنّ المعنى الأول يكون مناسباً ، وإن كانت الآيات اللاحقة أكثر تناسباً مع الملائكة وعمّال الحساب والجزاء.
ما هو المراد من «شيء نُكُر»؟
هل يكمن هذا الشيءُ في أنواع العذاب الرهيب التي لم تخطر على بال أحد من البشر؟ أم هو الحساب الدقيق للأعمال الذي لم يكن يتوقّعة أحد من قبل؟ أم هو مجموع هذين؟ فمهما يكن من شيء فهو أمر رهيب ومُفزع وعسير ومؤلم.
* * *