التي هي إحياء الموتى حتى نهايته عندما يُساقُ أصحاب الجنّة إلى الجنّة وأصحاب النار إلى النار.
إنّ هذه الأسماء السبعين ترسم لنا لوحة عجيبة ورهيبة وواضحة وناطقة عن ذلك اليوم العظيم ، وتتحدث عن كل ما يمكن أن يقال عنه ، وتخبُر عن عاقبة جميع البشر في مواقف المحشر جميعاً.
إنّه ليس من المعقول أن يتأمل الإنسان في هذه الاسماء وينظر إليها نظرة موضوعية فلاتؤثر فيه الأثر التربوي العميق ، فالهدف منها في الواقع هو ايقاظ الإنسان من خلال هذه التعبيرات التي صوّر كل واحد منها زاوية معينة من المعاد ، فإنّها تدعوه إلى الخروج من الضلال إلى الهدى ومن الرجس إلى الطهارة ، ومن حبّ الدنيا إلى الزهد فيها ، ومن الفسق إلى التقوى ومن الظلمة إلى النور ومن الكفر إلى الإيمان ومن الشرك إلى التوحيد.
إنّ هذا القرآن كتاب هدايةٍ حقّاً ، وما أعجب سبله التربوية العالية.
ضَعُوا هذه الأسماء إلى جنب بعضها مرّة اخرى ومرّوا بها على نوافذ قلوبكم ، وتأملوا في كل موردٍ وردت فيه ، وماهي العواقب التي يصوّرها للإنسان؟ ثم استفيدوا منها في تربية أنفسكم.
اللهم أعطنا إدراكاً وبصيرة نرى ذلك اليوم العظيم من جميع زواياه التي بينتها لنا في القرآن الكريم.
ونصغي لنداء هذه الآيات.
ونحفظ فحوى هذه الأسماء.
ووفِّقنا للتأهب لذلك اليوم العظيم آمين يا ربّ العالمين.
* * *