٢٩ ـ بصيرة فى الاسراف
وقد ورد فى التنزيل على ستّة أوجه :
الأوّل : بمعنى الحرام : (وَلا تَأْكُلُوها (١) إِسْرافاً).
الثانى : بمعنى مخالفة الموجبات : (فَلا (٢) يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) أى فلا يخالف ما يجب.
الثّالث : بمعنى الإنفاق فيما لا ينبغى : (وَالَّذِينَ (٣) إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا).
الرابع : بمعنى التجاوز عن الحدّ ، وهو معناه الأصلىّ : (كُلُوا (٤) وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا).
الخامس : بمعنى الشرك : (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ (٥) هُمْ أَصْحابُ النَّارِ) أى المشركين
السّادس : بمعنى الإفراط فى المعاصى : (يا عِبادِيَ (٦) الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) أى أفرطوا عليها بالمعاصى.
والسّرف وإن كان موضوعا لتجاوز الحدّ فى كلّ فعل يفعله الإنسان ، لكن فى الإنفاق أشهر. ويقال تارة باعتبار القدر ، وتارة باعتبار الكيفيّة. ولهذا قال سفيان : ما أنفقت فى غير طاعة الله فهو سرف ، وإن كان قليلا ، وسمّى قوم لوط ـ عليهالسلام ـ مسرفين من حيث إنّهم تعدّوا فى وضع البذر فى غير المحلّ المخصوص بقوله تعالى : (نِساؤُكُمْ (٧) حَرْثٌ لَكُمْ).
__________________
(١) الآية ٦ سورة النساء.
(٢) الآية ٣٣ سورة الاسراء.
(٣) الآية ٦٧ سورة الفرقان.
(٤) الآية ٣١ سورة الأعراف.
(٥) الآية ٤٣ سورة غافر.
(٦) الآية ٥٣ سورة الزمر.
(٧) الآية ٢٢٣ سورة البقرة.