الثالث : تبشير النبىّ صلىاللهعليهوسلم للعاصين برحمة أرحم الرّاحمين : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ (١) شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً).
ويقال : أبشر الرّجل أى وجد بشارة ؛ نحو أبقل ، وأمحل : (وَأَبْشِرُوا (٢) بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
وقول ابن مسعود : من أحبّ القرآن فليبشر (أى (٣) فليسرّ) يقال بشرته فبشر ؛ نحو جبرته فجبر (٤). وقال سيبويه : فأبشر (٥) (وقال ابن قتيبة (٦) : هو من بشرت الأديم إذا رقّقت وجهه. قال ومعناه : فليضمّر نفسه ؛ كما روى : إن وراءنا عقبة كئودا لا يقطعها إلّا الضّمّر من الرّجال.
وتباشير الوجه : ما يبدو من سروره. وتباشير النخل : ما يبدو من رطبه ، ومن الصّبح : ما يبدو من أوائله. ويسمّى ما يعطى المبشّر البشرى ، والبشارة بالضم.
__________________
(١) الآية ٤٥ سورة الأحزاب.
(٢) الآية ٣٠ سورة فصلت.
(٣) سقط ما بن القوسين فى ا ، وفى ب «فليبشر» والتصحيح من الراغب.
(٤) هذا التنظير غير كامل. فالمطاوع فى بشرته فبشر مكسور العين ، وفى جيرته فجبر مفتوح العين.
(٥) يريد أن مطاوع (بشرته) عند سيبويه (أبشر) كما يقال : كببته فأكب. ولكن الذى عند سيبويه أن أبشر مطاوع بشر من التبشير. وانظر كتاب سيبويه ٢ / ٢٣٥.
(٦) كلام ابن قتيبة على رواية الضم فى (فليبشر) وانظر اللسان والنهاية.