وقال العتّابىّ :
أرقت للبرق يخبو ثم يأتلق |
|
يخفيه طورا ويبديه لنا الأفق |
كأنها غرّة شهباء لامحة |
|
فى وجه دهماء ما فى جلدها بلق (١) |
أو ثغر زنجيّة تفترّ ضاحكة |
|
تبدو مشافرها طورا وتنطبق |
أو غرّة الصّبح عند الفجر حين بدت |
|
أو فى المساء إذا ما استعرض الشفق |
له بدائع حمر اللّون هائلة |
|
فيها سلائل بيض ما لها حلق (٢) |
والغيم كالثّوب فى الآفاق منتشر |
|
من فوقه طبق من تحته طبق |
تظنّه مصمتا لا فتق فيه فإن |
|
سالت عزاليه قلت : الثوب منفتق (٣) |
إن قعقع الرّعد فيه قلت منخرق |
|
أو لألأ البرق فيه قلت يحترق |
تستكّ من رعده أذن السّميع كما |
|
تعشى إذا نظرت (فى برقه (٤)) الحدق |
فالرّعد صهصلق (٥) والرّيح محترق(٦) |
|
والبرق مؤتلق والماء منبعق |
غيث أواخره تحدو أوائله |
|
أربّ بالأرض (٧) حتى ماله لبق(٨) |
قد حاك فوق الربا نورا له أرج |
|
كأنه الوشى والدّيباج والسرق (٩) |
فطار فى الأنف ريح طيّب عبق |
|
ونار فى الطّرف لون مشرق أنق |
من خضرة بينها (١٠) حمراء قانية |
|
أو أصفر فاقع أو أبيض يقق |
__________________
(١) الدهماء : السوداء. والبلق : سواد وبياض
(٢) كأنه يريد بالسلائل السيوف المسلولة
(٣) العزالى جمع عزلاء وهى مصب الماء من القربة
(٤) فى ديوان المعانى لأبى هلال العسكرى ٢ / ٩ : «من برقه»
(٥) شديد الصوت
(٦) كذا ، وفى ديوان المعانى : «منخرق»
(٧) أى أقام
(٨) اللبق : الرفق
(٩) السرق : شقق الحرير الأبيض
(١٠) ا ، ب : «نبتها». وما أثبت عن ديوان المعانى.