بِاللهِ حَسِيباً)(١) أى رقيبا يحاسبهم عليه. وقوله تعالى : (ما عَلَيْكَ (٢) مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) نحو قوله : (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)(٣) وقيل معناه : ما كفايتهم (٤) عليك بل الله يكفيهم وإيّاك ، من قوله تعالى : (عَطاءً حِساباً) أى كافيا ، من قولهم حسبى كذا. وقيل : أراد من عملهم فسمّاه بالحساب الّذى هو منتهى الأعمال. وقوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ (٥) أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) مصدره الحسبان ، وهو أن يحكم لأحد النقيضين من من غير أن يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الإصبع ويكون فى معرض أن يعتريه فيه شكّ. ويقارب ذلك الظنّ ، لكن الظنّ أن يخطر النّقيض بباله فيغلب أحدهما على الآخر.
__________________
(١) الآية ٦ سورة النساء ، والآية ٣٩ سورة الأحزاب.
(٢) الآية ٥٢ سورة الانعام.
(٣) الآية ١٠٥ سورة المائدة.
(٤) فى الأصلين : «من كفايتهم».
(٥) الآية ٢١٤ سورة البقرة.