وقال أبو علىّ الفسوىّ : حاش ليس باسم (١) لأنّ حرف الجرّ لا يدخل على مثله ، وليس بحرف لأنّ الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعّفا تقول حاشى وحاش. فمنهم من جعل حاش أصلا فى بابه وجعله من لفظ الحوش أى الوحش (٢). والحوشىّ : الغامض من الكلام ، والوحشىّ من الإبل وغيرها ، منسوب إلى الحوش وهو بلاد الجنّ : وقيل الحوش فحول (٣) جنّ ضربت فى نعم مهرة فنسب إليها.
* * *
وقوله تعالى : (ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ)(٤) أى محيد ومعدل ومميل ومهرب ، من حاص عنه حيصا وحيصة وحيوصا ومحيصا ومحاصا وحيصانا : عدل وحاد (٥)
* * *
والحائط : الجدار ، والإحاطة يقال على وجهين :
أحدهما : فى الأجسام نحو أحطت بمكان كدّا. ويستعمل فى الحفظ نحو : (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)(٦) أى حافظ له من جميع جهاته. ويستعمل فى المنع نحو قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ)(٧) أى إلّا أن تمنعوا.
__________________
(١) فى الاصلين : «بحرف» وما أثبت عن الراغب. وقوله : «لان حرف الجر لا يدخل على مثله» يريد أنه لو كان اسما لدخل عليه حرف الجر ، وهو لا يدخل عليه لا تقول : من حاشى مثلا. وقوله : وليس حرف لأن الحرف لا يحذف منه ، أى أن «حاش» مختصرة من «حاشى» وهذا يرد كونها حرف لان الحذف من التصريف وهو لا يجرى فى الحروف ، وقد رد على هذا أن الحرف إذا كثر استعماله جرى فيه الحذف ، كقولهم : سو افعل فى سوف أفعل. وقوله «ما لم يكن مضعفا» أى نحو ربما فى ربما وترى انها عند الفسوى فعل.
(٢) كأنه يريد أن الحوش مقلوب الوحش.
(٣) فى الاصلين : «فحل» وما أثبت من الراغب.
(٤) الآية ٢١ سورة ابراهيم.
(٥) كذا فى ب والراغب. وفى أ : «جار»
(٦) الآية ٥٤ سورة فصلت.
(٧) الآية ٦٦ سورة يوسف.