ينحصر بالفرد في نوعه ، يقال : درة يتيمة. والجامع هو الانقطاع. وتستعمل في القرآن الكريم كثيرا مفردا وجمعا قال تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [سورة الضحى ، الآية : ٩] وقال تعالى : (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) [سورة النساء ، الآية : ١٢٧].
والإنفاق على اليتيم مع انقطاعه عن من يكفله مما يحكم بحسنه الفطرة ، ويحبذه العقل والعقلاء.
قوله تعالى : (وَالْمَساكِينَ). المسكين هو الذي أسكنه الفقر والحاجة وألزمه الحياء والعفة عن السؤال فيكون أشد
فقرا من مطلق الفقير ، ولكنه أعم استعمالا منه ، إذ يستعمل في غير الفقراء أيضا قال الشاعر :
مساكين أهل الحب حتى قبورهم |
|
علاها تراب الذل بين المقابر |
وفي دعاء النبي (صلىاللهعليهوآله) : «اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين» والمراد به الخضوع وذل العبودية لله تعالى الذي هو أعلى درجات الغنى. وفي مساعدتهم تجيب لهم وانقاذ لنفوسهم المنكرة.
قوله تعالى : (وَابْنَ السَّبِيلِ). وهو المسافر البعيد المنقطع عن أهله وقرابته حتّى كان السبيل ربّاه وبمنزلة أبيه ، وفي التعبير من اللطف ما لا يخفى.
قوله تعالى : (وَالسَّائِلِينَ). وهم الذين اضطرتهم الحاجة إلى السؤال والتكفف.
قوله تعالى : (وَفِي الرِّقابِ). أي : عتقهم أما بالشراء أو بإعانتهم ليؤدوا مال الكتابة فيعتقون بمقتضى القرار الذي وقع بينهم وبين مواليهم. وتشمل المديونين من الناس الذين عليهم الدين ولم يتمكنوا من أدائه المعبر عنهم ب (الغارمين) كما في آية أخرى وهي : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ) [سورة التوبة ، الآية : ٦٠] وذلك لأنّ رقبته مرهونة عند الدائن لأجل