وقال الفضل (١) :
اتفق المفسّرون على أن قوله تعالى : ( وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ) (٢) ، نزل في ذي الخويصرة الخارجي ــ اسمه : حُرقوص بن زهير ، وهو أصل الخوارج ــ قال الرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اعدل ، فإنك لا تعدل .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لقد خِبْتُ وخسرتُ إن لَمْ أعدل .
فقال عمر : يا رسول الله ! ائذن لي أضرب عنقه.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنه سيخرج من ضئضئي (٣) هذا قوم وكذا (٤) ... ووصف الخوارج ، وهو ذو الثدية المشهور (٥) .
والغرض أن الآية لم تنزل فى الأنصار ، نعم ، كان من شبّان الأنصار هذا القول ، فلما سأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهم ، تابوا واستغفروا ، فقبل الله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعذارهم .
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦١٧ ( حجري ) .
(٢) سورة التوبة ٩ : ٥٨.
(٣) الضئضيء : الأصل والمعدن ، وفي خطبة أبي طالب عليهالسلام ، كما عن التاج : الحمد لله الذي جعلنا في ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد... أي من أصلهم ، والمراد به في الحديث هنا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من ضئضىء هذا : اي من نسله وذريته .
أنظر : تاج العروس ١ / ١٩٤ مادة «ضأضأ».
(٤) نقل الفضل هذه العبارة : «إنّه سيخرج من ضئضي هذا قوم كذا وكذا من صحيح البخاري ٥ / ٣٢٦ ــ ٣٢٧ ذيل ح ٣٤٩ ، ولم ترد في التفاسير.
(٥) انظر تفسير الطبري ٦ / ٣٩٤ ــ ١٦٨٣٢ ، تفسير الماوردي ٢ / ٣٧٣ وقال : أنّها نزلت في ثعلبة بن حاطب ، تفسير البغوي ٢ / ٢٥٤ ــ ٢٥٥ وقيل : إنها نزلت في أبو الجوّط ، تفسير الرازي ١٦ / ١٠٠ ، ونزلت أيضاً في أبو الجواظ ، تفسير القرطبي ٨ / ١٠٦.