قال المصنف ــ طاب ثراه ــ (١) :
قال محمود الخوارزمي في «الفائق» : قد ثبت أن فاطمة صادقة ، وأنّها من أهل الجنّة ، فكيف يجوز الشك في دعواها فدك والعوالي؟
وكيف يقال : إنّها أرادت ظلم جميع الخلق وأصرت على ذلك إلى الوفاة ؟
فأجاب : بأن كون فاطمة صادقة في دعواها ، وأنها من أهل الجنة لايوجب العمل بما تدعيه إلا ببينة.
قال : وأصحابنا يقولون : لا يكون حالها أعلى من حال نبيهم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو ادعى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مالاً على ذمّي ، وحكم حاكماً ، ما كان للحاكم أن يحكم له إلا بالبينة ، وإن كان نبياً ومن أهل الجنة (٢) .
وهذا من أغرب الأشياء ، بل إنّه ليس بمستبعد عندهم ، حيث جوّزوا الكذب على نبيهم ، نعوذ بالله من هذه الأقوال .
***
__________________
(١) نهج الحق : ٣٥٨ .
(٢) ذكره الزمخشري في كتاب الفائق في الأصول كما في الطرائف : ٢٥٦.