وأقول :
مثل هذه السنة التي هي محل الابتلاء ، ولا سيما للأخصاء والوزراء كعمر ــ على زعمهم ــ لا يمكن أن يجهلها الخواص ، بل مطلق من سكن المدينة من الصحابة ، ولذا اشتهر علمها حتى عند الأصاغر منهم.
فقد روى مسلم هذا الحديث ، وقال في تتمته : «فخرج ــ أي أبو فانطلق إلى مجلس الأنصار فقالوا : لا يشهد لك إلا أصغرنا ، فقام أبو سعيد ... » (١) الحديث .
وروى مسلم ــ أيضاً ــ : أن أبا سعيد قال : كنت جالساً بالمدينة ، في مجلس من الأنصار ، فأتانا أبو موسى فزعاً أو مذعوراً .
قلنا : ما شأنك؟
قال : إن عمر أرسل إلى أن آتيه ... إلى أن قال : فقال عمر : أقم عليه البينة وإلا أوجعتك .
فقال أبي بن كعب : لا يقوم معه إلا أصغر القوم قال أبو سعيد : قلت : أنا أصغر القوم .
قال : فاذهب به » (٢) .
وفي حديث آخر لمسلم ــ أيضاً ــ : «أن عمر قال : فوالله لأوجعن ظهرك ، وبطنك ، أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا.
فقال أبي بن كعب : لا يقوم معه إلا أحدثنا سنّاً ، قم يا أبا
__________________
(١) صحيح مسلم ٦ / ١٧٩.
(٢) صحیح مسلم ٦ / ١٧٧ ــ ١٧٨ .