وقال الفضل (١) :
أما قول عمر : فقال أبو بكر : أنا وليّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكل من تولى الخلافة فهو ولي رسول الله ، والمراد بالوليّ ها هنا المتصرّف في أموره بعده ، وهذا وصف الخليفة ، ولا يلزم أن يجعله رسول الله وليه ، كما قدّمنا في معنى الخلافة ، وكذا قول عمر .
وأمّا جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لهما من عسكر أُسامة ، لا يقتضي ان يجعلهما رعيته ، فمن أمره صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذهب إلى عسكر في تحت راية لا يصير رعية لذلك الأمير الذي هو صاحب الراية .
وكان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يذهبون تحت الرايات في زمانه وبعده وذلك بأمره ، فكانوا رعية الرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا لصاحب الراية ، فإن صاحب الراية من الرعايا ، وهذا طعن في غاية السماجة.
وأما قول عمر لعبّاس : تطلب ميراثك من ابن أخيك ، فهذا على طريق محاورات العرب ، وهو يتضمّن ذكر علّة طلب الميراث ، فإن علة الإرث كونه ابن أخيه ، وليس فيه إساءة أدب قطعاً .
ألا ترى أن عمر في صدر الحديث قال : فلما توفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكره بلقبه الشريف ، ثمّ ذكره في عين هذا الكلام بما يفيد علة طلب الميراث ، وليس فيه أصلاً سوء أدب ، كما نقله أرباب المحاورات.
وعمر ما ذكر باسمه ، فلم يقل : ثم جئت تطلب ميراث محمد ، حتى
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٨٧ ( حجري ) .