وأقول :
نعم ، المراد تفضيل أهل الهجرتين على أهل الهجرة ، ولكن لما كانت أسماء من أهل الهجرتين ، وعمر من أهل الهجرة ، كانت أفضل منه بالهجرة وأحق منه بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بحسب العموم ، بل بالخصوص والنصوصية ؛ لأنّ التفاخر في الفضل والأحقية بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وقع بينهما ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صوبها وخطأه .
فإذا كانت أسماء أحق بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من عمر ، وهي لا تستحق الخلافة ، كان هو أولى بعدم استحقاق الخلافة ؛ لامتناع أن يكون الأبعد عن النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم أولى بمنصبه.
ولا ينتقض بأمير المؤمنين عليهالسلام ، وإن كان من أهل ؛ الهجرة لمعلومية أحقيته بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من وجوه عديدة ؛ كالقرابة ؛ والعلم ؛ والعصمة ، فلا بدّ من تخصيص العموم به ، بخلاف عمر ؛ للعلم بعدم أحقيته من بعض الجهات والشك في غيرها .
بل نعلم بحسب ظاهر الحديث بانتفاء الأحقية له من وجه أصلاً لإطلاق الأحقية فيه بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأهل الهجرتين ، فإنّه يقتضي ثبوتها لهم بلا تزاحم في جهات الأحقية .
هذا ، وليت شعري ، كيف يرى القوم مقاماً وفضلاً لرجل يحسد امرأة ويذمّها بقوله : الحبشية البحرية ، ويفتخر عليها حتى كذبته وخصمته بحجتها القويمة ، وقول النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟! فمن كان بهذه المثابة كيف يصلح للزعامة العامة لولا إقبال الدنيا ؟