وقال الفضل (١) :
في هذا الفصل استدل بأشياء ينبغي أن يضحك عليه الضاحكون ، ويبكي عليه الباكون ؛ فإنّه قال : «وأي عقل يدلّ على أن الرميصاء وبلالاً يدخلان الجنّة قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وهذا يدلّ على أنّه لم يفرّق بين النوم واليقظة !! ورؤيا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه دخل الجنّة وكان فيه الرميصاء وبلالاً ، أيوجب أنهما دخلا قبل النبي الجنّة يوم القيامة في اليقظة ؟ !
وهذا غاية الجهل ، ومما ينبغي أن يتخذه الظرفاء ضحكة
ثمّ قال : إن ماذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه ذكر غيرة عمر يدل على اعتقاد عمر لجواز وقوع لجواز وقوع الفاحشة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الجنة ، وهو يعلم أن الجنّه لا يكون فيه الفاحشة ، وهذا أمر من أمور الرؤيا ، وهل يثبت به شيء ؟!
وقد اتفق أن رسول الله ذكر غيرة عمر في الرؤيا ، ثم حكاه له .
ومن كان من أهل الرؤيا يعلم أنّه يتفق الآراء والخيالات للرائي ممّا شاهده وعلمه في اليقظة ، ثمّ إنّ عمر أجاب : بأنّي أغار عليك يا رسول الله !ولم لم يجعل هذا جواباً لدفع اعتقاد جواز الفاحشة ؟
وبالجملة : ذهب التعصب بهذا الرجل مذهباً عجيباً حتى الحق بالجهال وأهل المضاحك ، نعوذ بالله من سوء التعصب والجدال بالباطل .
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٥١ ( حجري ) .