وأقول :
روى البخاري الحديث الأول في باب تزويج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خديجة ، أواخر الجزء الثاني (١) .
وروى في هذا الباب أحاديث كثيرة في غَيْرة عائشة من خديجة ، منها : ما أخرجه عن عائشة قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك .
فقال : اللهم ! هالة
قالت : فغرتُ ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ، حمراء الشدقين ، هلكت في الدهر ، قد أبدلك الله خيراً منها » (٢) ؟ !
ومثله في صحيح مسلم في باب فضائل خديجة (٣) .
وروی أحمد فی مسنده (٤) عن عائشة قالت : «كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا ذکر خديجة أثنى عليها أحسن الثناء ، فغرتُ يوماً ، فقلت : ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق ، قد أبدلك الله بها خيراً منها ؟
قال : ما أبدلني الله عزّ وجلّ خيراً منها ، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني إذ حرمني الناس ، ورزقني الله تعالى ولدها إذ حرمني أولاد الناس» (٥) .
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ١٢١ ــ ١٢٢ ح ٣٠٦ .
(٢) صحيح البخاري ٥ / ١٢٥ ضمن ح ٣٠٨ .
(٣) صحيح مسلم ٧ / ١٣٤ وفيه أختلاف في بعض الفاظه.
(٤) ص : ١١٧ ج ٦ . منه قدسسره .
(٥) مسند أحمد ٦ / ١١٧ ــ ١١٨.