وقال الفضل (١) :
قول أهل السنة والجماعة في معاوية : أنّه رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصحبته ثابتةٌ ، لا ينكره الموافق والمخالف ، وكان كاتب وحي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبعد أن توفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج إلى الشام تحت راية أخيه يزيد بن أبي سفيان ، ولمّا توفّي يزيد في إمارة الشام زمن إمارة عمر بن الخطاب ، ولاه عمرُ في إمارة الشام ، وكان أميراً بها مدة خلافة عمر بن الخطاب .
ثمّ ولاه عثمان الشام ، وأضافه ما فتحه من بلاد الروم ، وكان على ولايتها مدة خلافة عثمان بن عفان (٢) .
ثمّ لمّا تولّى الخلافة أمير المؤمنين علي ، عزله من إمارة الشام وجعل الإمارة لعبد الله بن عباس.
فقال عبد الله : يا أمير المؤمنين ! إنّ معاوية قد استولى على الشام وله سنين كثيرة يحكم في الشام ــ وهو رجل من أهل الدنيا ــ فقره على أمره حتى تأخذ منه البيعة ، ثمّ إذا جاء الموسم للحج استوقفه في المدينة ، وابعث من تريد إلى الشام .
فلم يسمع أمير المؤمنين كلام عبد الله بن عباس وعزله في يومه » (٣) .
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق : ٥٩٠ (حجري) .
(٢) أسد الغابة ٤ / ٤٣٥.
(٣) أنظر : تاريخ الطبري ٢ / ٧٠٤ ، البدايه والنهاية ٧ / ١٨٣.