قال المصنف ــ طاب ثراه ــ (١) :
وفي الجمع بين الصحيحين في مسند جابر بن عبد الله ــ من المتفق عليه ــ قال جابر : «إنّ أباه قتل يوم أحد شهيداً ، فاشتد الغرماء في حقوقهم ، فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكلمته ، فسألهم أن يقبلوا ثمرة حائطي ويحلوا أبي ، فلم يوافقوا ، فلم يعطهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمرة حائطي ولم يكرههم ، ولكن قال : سأغدو عليكم .
فغدا علينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أصبح فطاف في النخل ، ودعا في ثمرها بالبركة ، فَجَذَذْتُها فقضيتُهُمْ حقوقهُمْ ، وبقي لنا من ثمرها بقيّة ، ثمّ جئت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبرته بذلك.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمر ــ وهو جالس : اسمع يا عمر !
فقال عمر : إن لم نكن قد علمنا أنك رسول الله ، فوالله إنّك لرسول الله» (٢) .
وهذا يدل على أنّ النبي سيّء الرأي فيه ، ولهذا أمره بالسماع وأجاب عمر : إن لم نكن علمنا أنك رسول الله ، فإنّك رسول الله .
***
__________________
(١) نهج الحق : ٣٣٩.
(٢) الجمع بين الصحيحين ٢ / ٣٦٧ ذيل ح ١٥٩٦ ، وأنظر : صحيح البخاري ٣ / ٣١٨ ــ ٣١٩ ح ٣٥.