قال المصنّف ــ شرف الله خاتمته ــ (١) :
ومنعت الأشاعرة من استحقاق الثواب على الطاعة ، والعقاب على المعصية (٢) ، وخالفوا في ذلك نص القرآن ، وهو قوله تعالى : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا ) (٣) .
وقال تعالى : ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) (٤) ( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٥) ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (٦) .
والقرآن مملوء من ذلك .
وخالفوا ــ أيضاً ــ المعقول ، وهو قبح التكليف المشتمل على المشقة من غير عوض (٧) ؛ لأنّه تعالى غني عن ذلك ، ولولا العقاب لزم الإغراء بالقبيح ؛ لأن لنا ميلاً إليه ، فلولا الزجر بالعقاب لزم الإغراء به ، والإغراء بالقبيح قبيح ، ولأنّه لطف ، إذ مع العلم يرتدع المكلف من فعل المعصية ، وقد ثبت وجوب اللطف (٨) .
فلينظر العاقل وينصف من نفسه ، ويعتبر هذه المقالات التي هي
__________________
(١) نهج الحق : ٣٧٧.
(٢) راجع : ٣ / ٥٨ من هذا الكتاب
(٣) سورة الزلزلة ٩٩ : ٧ و ٨ .
(٤) سورة غافر ٤ : ١٧ .
(٥) سورة الجاثية ٤٥ : ٢٨
(٦) سورة الرحمن ٥٥ : ٦٠.
(٧) راجع : ٣ / ٩٧ من هذا الكتاب
(٨) انظر : الذخيرة : ١٩٠ وما بعدها ، شرح جمل العلم والعمل : ١٠٧ ، الاقتصاد فيمايتعلق بالاعتقاد : ١٣٥ ، المنقذ من التقليد ١ / ٢٩٧ ، مناهج اليقين : ٢٥٢ ــ ٢٥٤.