قال المصنّف ــ قدس الله روحه (١) :
وقد تضمّن الكتاب العزيز وقوع أكبر الكبائر منهم ؛ وهو الفرار من الزحف ، فقال تعالى : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ) (٢) .
وكانوا أكثر من عشرة آلاف نفر ، فلم يتخلّف معه إلا سبعة أنفس (٣) :
عليّ بن أبي طالب ، والعبّاس والفضل ابنه ، وربيعة وأبو سفيان ابنا الحارث بن عبد المطلب ، وأسامة بن زيد ، وعبيدة بن أم أيمن ، وروي ــ أيضاً ــ أيمن بن أُمّ أيمن وأسلمه الباقون إلى الأعداء للقتل (٤) .
ولم يخشوا النار ولا العار ، وآثروا الحياة الدنيا الفانية على دار البقاء ، ولم يستحيوا من الله الله تعالى ولا من نبيهم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو يشاهدهم عيانا.
__________________
(١) نهج الحق : ٣١٧ .
(٢) سورة التوبة ٢٥ / ٩.
(٣) أنظر : لسان العرب ١٤ / ٢٣٥ مادّة «نفس».
(٤) انظر : صحيح مسلم ٦ / ١٦٦ ــ ١٦٩ ، سنن النسائي الكبرى ٥ / ١٩٧ ح ٨٦٥٣ ، مصنف عبد الرزاق ٥ / ٣٧٩ ح ٩٧٤١ ، السير لأبي اسحاق الفزاري ــ : ٢٠٣ ــ ٢٠٤ ح ٣٠٧ و ٣٠٨ ، سنن سعید بن منصور ٢ / ٢٥٩ ح ٢٦٩٦ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٨١.