وأقول :
لا ریب في مغلوبيّة أمير المؤمنين عليهالسلام كهؤلاء النبيين الأكرمين عليهمالسلام ، ولا شاهد أكبر من الوجدان ، وإنكار الخصم أحد مكابراتهم التي ما قام لهم مذهب إلا بها ، كيف وقد أقرّ هو في كلامه الآتي بأنّه ما من بطن من بطون قريش إلا ولهم عليه ، دم ، وأنّ الضغائن كانت في صدورهم عليه؟!
وأما قوله : إن قوّاد بني عبد مناف كانوا معه ، فالظاهر أنه يريد بهم ما يشمل بني أمية ، وأنت تعلم أن أجلهم عثمان كان أحد أعضاد القوم ، وأن أبا سفيان كان منافقاً لا فائدة بنصره ، فقد طلب في أوّل الأمر بيعة أمير المؤمنين ؛ استحقاراً لأبي بكر ، ولما رشوه بما معه من الصدقات وبتولية ابنه يزيد صار عوناً لهم ، ومن أشياعهم ، كما سبق (١) .
وأما بنو هاشم ، فأعظمهم العباس وعقيل ، فهما عاجزان عن مقابلة جماهير قريش .
وأما قوله : كان فاطمة في علوّ منصبها في بيته ، فمن الغرائب ، لأنّ علوّ منصبها لم يردعهم عن غصب حقها من الأموال القليلة ، فكيف يجلب قوة لأمير المؤمنين عليهالسلام يبلغ بها السلطان ؟ !
وأي علوّ منصب أبْقَوْهُ لها وقد هجموا عليها دارها ، وهموا بإحراق بيتها بمن فيه (٢) ؟ !
__________________
(١) راجع ٤ / ٢٨٤ من هذا الكتاب.
(٢) راجع ٧ / ١١٤ ــ ١١٥ و ص ١٢٨ وما بعدها من هذا الكتاب.