وأقول :
لا وجه لوجوب تعظيم الصحابة كلّهم والكف عن القدح بهم ، ومنهم المنافق ، والفاسق ، والباغي ، والزاني ، وشارب الخمر ، وقاتل النفس المحترمة .
وكيف يجب تعظيمهم جميعاً ، وقد ذمّهم الله سبحانه في كتابه العزيز آحاداً وجماعات في موارد كثيرة ؟
ويكفيك ما اشتملت عليه سورة براءة» حتّى سُميت الفاضحة (١) ، وذمّهم أيضاً نبيه الكريم في عدة مواطن ، وآذوه في كثير من المقامات .
وكيف يحسن القول بوجوب تعظيمهم جميعاً ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « ما من نبي إلا كانت له بطانتان ؛ بطانة تأمره بالمعروف ؛ وبطانة تأمره بالشر » ، كما سبق في أوّل مطاعن معاوية (٢) .
فإذا كان هذا حال من يُعدّ بطانة ، فكيف حال سائر الصحابة ؟ !
وكيف يحسن ترك القدح بهم جميعاً ، وقد روى البخاري ــ كما سبق ويأتي ــ : « أنهم ارتدوا جميعاً على أدبارهم القهقرى ، وأنهم إلى النار ،
__________________
(١) أنظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٢٤ ، الكشاف ٢ / ١٧١ ، مجمع البيان ٥ / ٥ .
(٢) راجع الصفحة ١١ من هذا الجزء ، وأنظر : سنن الترمذي ٤ / ٥٠٥ ح ٢٣٦٩ ، سنن النسائي ٧ / ١٥٨ ــ ١٥٩ ١٥٩ ، مسند أحمد ٢ / ٢٣٧ و ٣ / ٣٩ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٢٨ ح ١٢٢٨ و ج ١٠ / ٣٠٨ ح ٥٩٠١ و ص ٣٩٧ ح ٦٠٠٠ و ص ٤١٥ ح ٦٠٢٣ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٠٣ ح ٢٩٩١ ، صحيح ابن حبان ٨ / ٢٥ ، ح ٦١٥٨ ــ ٦١٥٩.