قال المصنّف ــ رفع الله درجته (١) :
وروى مسلم في الصحيح في حديث عن عائشة عن قصّة الإفك قالت : قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول .
قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنبر : يا معشر المسلمين ! ... من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي ، فوالله ، ما علمت على أهلى إلا خيراً ، ولقد ذكر رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي.
فقام سعد بن معاذ ، فقال : أنا أعذرك منه يا رسول الله ! إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا الخزرج ، أمرتنا فقبلنا أمرك .
قالت : فقام سعد بن عبادة ــ وهو سيد الخزرج ــ وكا رجلاً صالحاً ، ولكن احتملته الحمية .
فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله ، لا تقتله ولا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير ــ وهو ابن عم سعد معاذ ــ فقال لسعد بن عبادة : كذبت ، لعمر الله لنقتلنه ؛ فإنّك منافق تجادل عن المنافقين ، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله قائم على المنبر ، فلم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يَعِظُهُم حتى سكتوا وسكت» (٢) .
فلينظر العاقل المقلّد في هذه الأحاديث المتفق على صحتها عندهم ،
__________________
(١) نهج الحق : ٣١٩ .
(٢) صحیح مسلم ٨ / ١١٥ ــ ١١٦ .