وأقول :
إن كان نشر هذه الفواحش قبيحاً ، فهم أوّل ناشر لها ، وقد نقلها المصنف رحمهالله عنهم ، بل أوّل ناشر لها هو الصحابة.
روى في السيرة الحلبية » (١) « أنّ أمّ عمرو بن العاص وطئها أربعة ؛ وهم : العاص ، وأبو لهب ، وأُمية بن خلف ، وأبو سفيان بن حرب ، وادعى كلّ منهم عمراً ، فألحقته بالعاص .
وقيل لها : لم اخترت العاص ؟
قالت : لأنه كان ينفق على بناتي ... إلى أن قال : وكان عمرو يعير بذلك ، عيّره علي وعثمان ، والحسن ، وعمّار بن ياسر ، وغيرهم من الصحابة » (٢) انتهى .
فكيف يزعم الفضل أولوية ترك نشرها ؟
وكيف ينكر صحتها ، وقد استفاضت بها الرواية ، وقامت على صحتها قرائن سوء أفعالهم ، وعادات ، آبائهم ، ولو ضممت إليها أخبارنا حصلت على التواتر واليقين ؟ !
وأما ما ذكره من أنّ عظامهم رميمة ، فصحيح ، لكن هواهم حي في قلوب النواصب ، وقد اتبعوا آثارهم في أعمالهم وأخبارهم واتخذوها حجّة بينهم وبين الله تعالى ، فأمرنا الله سبحانه بإبداء مساوئهم ؛ ليموت حبّهم من القلوب ويعلم الناس أن آثارهم كأصولهم ، ولولا ذلك فإنا نربأ بأقلامنا أن
__________________
(١) ص : ٤٧ ج ١ . منه قدسسره .
(٢) السيرة الحلبية ١ / ٧٠.