وقال الفضل (١) :
إن ما اتفقت عليه الأمةُ بلا نزاع : أن تشييع الفاحشة ونشرها قبيح شرعاً ، ويستقبحه العقول السليمة ، سيما ما كان من أمر الجاهلية ؛ فإن أنكحة الجاهليّة لا ندري كيف جرت ؟
والأنساب في الجاهلية لا اعتداد بها ؛ لأنّ أنكحتهم لم تكن معتبرة . وهذه أشياء قد نهى الله ورسوله عن نشرها ، والقذف بالزنا قبيح لأيّ شخص كان ، ولا ندري ما غرض هذا الرجل من نشر هذه الأمور .
وأمّا قذف هند ، فهي لا نزاع أنّها أسلمت يوم الفتح ، فقذفها يوجب الحدّ بلا شبهة ، وهو من الكبائر بلا نزاع ، سيما وأن ما ذكره غير موافق لصحاح التواريخ .
وحقيقة خبر هند ، كما ذكره أرباب صحاح التواريخ ، وذكر الميداني في مجمع الأمثال» ، وغيره من علماء التواريخ : «أنّ هنداً قبل أن تُزَوّج بأبي سفيان كانت متزوجة برجل من صناديد قريش ، لا أدري الآن أنه كان مسافر بن عمرو أو غيره (٢) ، فذهب زوجها يوماً يصطاد ــ وكان يوماً شديد القيظ والحرّ ــ فخرجت هند من البيت ونامت في ساحة الدار.
فرجع زوج هند فرآها مضطجعة في ساحة الدار ، والرجل راقد
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن احقاق الحق : ٥٩٤ (حجري)
(٢) كانت متزوجة من الفاكة بن المغيرة المخزومي ، أما مسافر بن أبي عمرو بن ، أُمية ابن عبد شمس فقد كان يعشقها .
انظر : الأغاني ٩ / ٦٢ ــ ٦٨.