وأقول :
لا مناسبة بين الغيرة والاهتمام في ستر أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبين نداء سودة باسمها في مجمع الناس ، وهي خارجة إلى الخلاء ليلاً صيانة لنفسها .
وقد يوجه بأنّه هتكها فعلاً طلباً لسترها في المستقبل ، لأنّه كان يقول للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : احجب نساءك ، فلم يفعل ، فصنع عمر ذلك حرصاً على أن يُنزل الحجاب ، كما دلّ على ذلك تمام الحديث الذي حكاه المصنف رحمهالله فإنّه رواه البخاري مصرحاً بذلك في باب آيه الحجاب من كتاب الاستئذان ولنذكره بلفظه ليعرفه كل سامع .
قال : «إن عائشة قالت : كان عمر بن الخطاب ، يقول الرسول الله : احجب نساءك .
قالت : فلم يفعل ، وكان أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المصانع (١) ، فخرجت سودة بنت زمعة ــ وكانت أمرأة طويلة ــ فرآها عمر ابن الخطاب ــ وهو في المجلس ــ .
فقال : عرفتك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب .
قالت : فأنزل الله عزّ وجلّ آية الحجاب» (٢) .
ورواه البخاري أيضاً بلفظ قريب منه في كتاب الوضوء (٣) وكذا مسلم
__________________
(١) كذا في النسخ
(٢) صحيح البخاري ٨ / ٩٧ ح ١٣.
(٣) في باب خروج النساء إلى البراز . منه قدسسره .صحیح البخاري ١ / ٨١ ح ١٢.