وقال الفضل (١) :
ما ذكره من مجادلة الأنصار ، فسببه أنّهم كانوا قومين قبل هجرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان بينهم جدال عظيم حتى أنه وقع بينهم حروب كثيرة في الجاهلية ، منها حرب البعاث المشهور (٢) ، فلما جمعهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تركوا ما كانوا عليه من المنازعة والجدال وتألفوا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد كان يبدر (٣) عنهم آثار أعمال الجاهلية العصبية المكنونة في الضمائر ، والبشر لا يخلو من هذا .
ولكن كانوا متسارعين إلى أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا الرجل المتعصب لا يذكر محاسنهم ومساعيهم ، وما بذلوا في سبيل الله والأنفس ، وما أثنى الله عليهم في كتابه ، ويذكر هفواتهم ، في القليلة ، وما ذكره لا يوجب أن يتركوا نص رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته ، مع أن النص يكون مقيداً لهم في دفع بيعة أبي بكر.
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦١٩(حجري ) .
(٢) حرب البعاث : وهي آخر الحروب المشهورة بين الأوس والخزرج .
أنظر : الكامل في التاريخ ١ / ٥٣٨.
(٣) البادرة : ما يبدر من حدّتك في الغضب بلغت الغاية في الاسراع من قول وفعل وقيل : هي الغضبة السريعة.
أنظر : الصحاح ٢ / ٥٨٧ ، لسان العرب ١ / ٣٤٠ و ٣٤١ ، تاج العروس ٦ / ٦٣ مادة ( بدر ) .