قال المصنّف ــ قدس الله روحه ــ (١) :
وروى الواقدي وغيره من نقلة الأخبار عندهم ، وذكروه في الصحيحة : أن النبي لما فتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود ، فنزل جبرئيل بهذه الآية : «وآت ذا القربى حقه» (٢) .
فقال محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : ومن ذو القربى ؟ وما حقه ؟
قال : فاطمة تدفع إليها فدكاً والعوالي .
فاستغلتها حتّى توفّي أبوها .
فلمًا بويع أبو بكر منعها ، فكلمته في ردّها عليها ، وقالت : إنّها لي ، وإن أبي دفعها إلي .
فقال أبو بكر : فلا أمنعك ما دفع إليك أبوك .
فأراد أن يكتب لها كتاباً فاستوقفه عمر بن الخطاب وقال : إنها امرأة فطالبها بالبيّنة على ما ادعت .
فأمرها أبو بكر ، فجاءت بأم أيمن وأسماء بنت عميس مع علي عليهالسلام فشهدوا بذلك ، فكتب لها أبو بكر .
فبلغ ذلك عمر فأخذ الصحيفة فمحاها ، فحلفت أن لا تكلّمهما ، وماتت ساخطة عليهما .
وجمع المأمون ألف نفس من الفقهاء وتناظروا ، وأدّى بحثهم إلى ردّ
__________________
(١) نهج الحق : ٣٥٧.
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦.