قال المصنّف ــ أنار الله برهانه ــ (١) :
وفي الجمع بين الصحيحين قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رأيتني دخلت الجنّة فإذا أنا بالرميصاء (٢) ــ امرأة أبي طلحة ــ فسمعت خفقةً ، فقلت : من هذا ؟
فقال : هذا بلال .
فرأيت قصراً بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا ؟
فقال : لعمر بن الخطاب.
فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيرتك فوليت مدبراً .
فبكى عمر ، وقال : عليك أغار يا رسول الله ؟ ! (٣)
وكيف يجوز أن يرووا مثل هذا الخبر ؟ !
وأي عقل يدل على أن الرميصاء وبلالاً يدخلان الجنّة قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
قوله : «ذكرت غيرتك» ، يعطي أن عمر كان يعتقد جواز وقوع الفاحشة من النبي في الجنة.
__________________
(١) نهج الحق : ٣٤١ .
(٢) الرميصاء ، وقيل : الغميصاء : لقب لأُمّ سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية.
تزوجت مالك بن النضر في الجاهلية ، فولدت أنساً واسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار فغضب مالك وخرج إلى الشام فمات بها ، فتزوجت بعده أباطلحة .
أنظر : معرفة الصحابة ــ لابي نعيم ــ ٦ / ٣٣٣٣ ، الاستيعاب ٤ / ١٨٤٧ ، الإصابة ٨ / ٢٢٧.
(٣) الجمع بين الصحيحين ٢ / ٣٤٢ ح ١٥٥٤ ، وأنظر : صحيح البخاري ٥ / ٧٥ ح١٧٦ ، صحيح مسلم ٧ / ١١٤.