وأقول :
ما أصلف وجهه وأقل حياءه ، كيف افترى في حديث أبي محذورة هذه الزيادة على«صحيح مسلم»وهو بأيدي الناس ، ولا أثر لها فيه (١) ، كما أنه لا وجود لهذا الحديث في«صحيح الترمذي» حتى بدون الزيادة ، وإنما أشار إليه إشارة ؟ ! (٢)
نعم ، هو موجود بالزيادة في «صحيح النسائي» في الأذان في السفر من طريق واحد ضعيف (٣) .
ورواه قبله من طرق بدون هذه الزيادة (٤) ، وحينئذ فلا يستبعد من الشافعي أن يكون له قولان ، وأن يفتي في«كتاب الأم»بكراهة : الصلاة خير من النوم ، إلتفاتاً إلى خلو حديث أبي محذورة عن هذه الزيادة في أكثرطرقه وأصحها .
وأما حديث بلال ؛ فلم أجده في صحيحي مسلم ، والنسائي ، وإنما رواه الترمذي بسند ضعيف ، كما صرّح به البغوي في «المصابيح» (٥) .
وكيف كان ؟ فلا ينبغي التأمل في أن لفظ : «الصلاة خير من النوم»
__________________
(١) راجع باب صفة الأذان في أوّل صحيحه من كتاب الصلاة تجد الحديث كما ذكره المصنف ره بلا زيادة ولا نقصان . منه قدسسره ، صحیح مسلم ٢ / ٣.
(٢) انظر : سنن الترمذي ١ / ٣٦٦ ح١٩١.
(٣) سنن النسائي ٢ / ٧ ، وفي سنده عثمان بن السائب وهو مجهول ، كما في لسان الميزان ٤ / ١٤٢ رقم ٣٢١ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٨ رقم ٤٦٠٥.
(٤) سنن النسائي ٢ / ٤ ــ ٥ .
(٥) سنن الترمذي ١ / ٣٧٨ ، مصابيح السنة ١ / ٢٧٠ ح٤٤٨.