وأقول :
ينبغي هنا بيان أمور :
الأوّل : سبب نزول الآية ، لا شك أنّ سبب نزولها أمران : التجارة واللهو الواقعان من المسلمين في واقعتين أو أكثر ؛ لعطف أحدهما على الآخر ب ــ «أو» في قوله تعالى : ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا ... ) (١) ، ولتكرار من الجارة في قوله تعالى : ( خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ) (٢) ، ولورود كل منها مستقلاً في أخبارهم.
أما التجارة ؛ فقد روى البخاري في كتاب الجمعة (٣) عن جابر قال : «بينما نحن نصلي مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ أقبلت عير تحمل طعاماً ، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي إلا اثني عشر رجلاً ، فنزلت هذه الآية» (٤) .
وروى نحوه في بابين من أوائل «كتاب البيع» (٥) ، وفي الجميع أن العير أقبلت وهم يصلون ، ولم يُسْتَتْنَ إلا اثني عشر رجلاً .
وكذا روى نحوها في «كتاب التفسير » (٦) ، لكن لم يقيد بحال الصلاة
__________________
(١) سورة الجمعة ٦٢ : ١١.
(٢) سورة الجمعة ٦٢ : ١١ .
(٣) في باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة فصلاة الإمام ومن بقي جائزة . منه قدسسره .
(٤) صحيح البخاري ٢ / ٤٨ ح ٥٩ .
(٥) صحيح البخاري ٣ / ١١٦ ح ١٢ وص ١١٩ ح ١٦.
(٦) في تفسير سورة الجمعة . منه قدسسره . صحيح البخاري ٦ / ٢٦٧ ح٣٩٣.