وأقول :
لا شبهه عندنا أن رؤيا الأنبياء حق ، لأنّها من الوحي ، ويشهد له ما رواه الحاكم في«المستدرك» في كتاب التفسير وصححه هو والذهبي في«التلخيص » ، على شرط الشيخين عن ابن عبّاس ، قال : رؤيا الأنبياء وحي (١) .
وحينئذ ، فإن وافقنا القوم على هذا ، فقد لزمهم كلّ ما أورده المصنف رحمهالله ، وإن خالفونا وقالوا : إنّها من الخيالات المصيبة تارةً والمخطئة أخرى ، فلا معنى لذكر هذه الرواية ونحوها في فضائل عمر ، كما فعل القوم ، ومنهم الخصم ، فيما سبق .
ولو نظرت إلى مارواه البخاري ومسلم في فضائل عمر ، لرأيت الكثير منها على هذا النحو من الخرافات (٢) .
وأما قوله : إن عمر أجاب بأنّي عليك أغار ... إلى آخره ، فخطأ ؛ لأن رؤيا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ــ بناء على صحتها ــ أصدق من قول عمر .
***
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٢ / ٤٦٨ ح ٣٦١٣.
(٢) انظر : صحيح البخاري في ج ٥ / ٧٦ ــ ٨١ ح ١٧٩ ــ ١٩٠ ، صحیح مسلم ١١١٧ / ١١١ ــ ١١٦.