وأقول :
لا ريب أن وظيفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بيان الأحكام ، وأن شفقته ثابتة على جميع الأنام ، ولا سيما آله الكرام ، وذلك الحديث الذي اختص بعلمه أبو بكر مناف لشفقة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على أهل بيته ، إذ بين عمومات أحكام المواريث ، وأخفى عنهم الحكم المخصص لها المختص بهم ، ففتح لهم باب الظلم على جميع المسلمين ، وألجأ بضعته سيدة النساء إلى المشاجرة فيما لا تستحقه بمحافل البعداء .
ومجرد علمه بتبليغ خليفته لهم ــ لو فرض صحة ذلك التبليغ ــ لا ينفع بعد علمه بتكذيبهم له ، حتى ماتت بضعته غضبى عليه .
بل يلزم منه ــ أيضاً ــ عدم شفقته على خليفته ، وعلى جميع آخر الأبد ، لأنّه أدّى إلى إهانة خليفته باتّهام خواصه وتكذيبهم له ، وأدّى إلى الخلاف والفتنة بين إلى يوم الدين ، فبين ناصر لأبي بكر مبرّر
لفعله ، وبين ناصر لها مكذب لقوله ، وناسب له إلى ظلم مَنْ أمر الله بمودتهم ، وأوصى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بحفظهم ، وكل هذا ناشيءٌ من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ــ وحاشاه ــ لو كان تاركاً لبيان حكم أهله لأهله.
فهل أعظم من هذا طعن على سيّد الأنبياء وصفوة الله من أهل الأرض والسماء ؟
***