قال المصنّف ــ أعلى الله منزلته ــ (١) :
وروى الحميدي في مسند أبي هريرة في «صحيح مسلم» : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما فتح مكة وقتل جماعة من أهلها ، فجاء أبو سفيان بن الحارث بن هاشم ، فقال : يا رسول الله ! أبيدت خضراء قريش ، فلا قريش بعد اليوم .
فقال : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن .
فقالت الأنصار بعضهم لبعض : أمّا الرجل فأدركته رغبة في تربته ورأفة بعشيرته .
وفي رواية أخرى : فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته (٢) .
فلينظر العاقل هل يجوز أو يحسن من الأنصار مثل هذا القول في حق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة ، من المتفق عليه : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لها : يا عائشة ! لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية ــ وفي رواية : حديثو عهد بكفر ، وفي رواية : حديثو عهد بشرك وأخاف أن تنكر قلوبهم لأمرت بالبيت فهدم ، فأدخلت فيه ما أخرج منه ولزقته بالأرض ، وجعلت له بابين ؛ باباً شرقياً ؛ وباباً غربياً ، فبلغت به
__________________
(١) نهج الحق : ٣٢٠
(٢) الجمع بين الصحيحين ٣ / ٣١٨ ــ ٣٢٠ ح ٢٧٦٩ ، وأنظر : صحیح مسلم ٥ / ١٧١ ــ ١٧٣.