وقريبها مما وقع في نفسي ، وبشرني أن في بطنها منّي غلاماً ، وأنه أشبه الخلق بي ، وأمرني أن أسميه إبراهيم ... » (١) الحديث.
فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما خص عمر بالخطاب ، لأنّ له شأناً مارية ، ولما أراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إظهار براءة مارية وجداناً ، أمر عليّاً عليهالسلام بضرب عنق من اتهموه بها ، فجاءه علي عليهالسلام إلى الدار ، فلما رآه عرف في وجهه العطب (٢) ، فصعد نخلة ، فرآه على عليهالسلام مجبوباً ، فكف عنه وأخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) .
وروى مسلم في آخر كتاب التوبة : أن علياً عليهالسلام أخرجه من ركيّ يتبرّد بها ، فإذا هو مجبوب (٤) .
ولو لا علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببراءته ، وإرادته كشف الحال عياناً مع علمه بأنّه يسلم من علي عليهالسلام ــ لما أمر بقتله بمجرد التهمة بالضرورة .
فيا سبحان الله ما أكبر كيدهم ، الذي اضطر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يفعل ذلك.
***
__________________
(١) كنز العمّال ١١ / ٤٧١ ح٣٢٢١٦.
(٢) العطب : الهلاك . لسان العرب ٩ / ٢٦٥.
(٣) مستدرك الحاكم ٤ / ٤١ ــ ٤٢ ح ٦٨٢١ ، الاستيعاب ٤ / ١٩١٢ ، تفسير علي بن إبراهيم ٢ / ٧٥.
(٤) صحیح مسلم ٨ / ١١٩.