وأقول :
سبق أنّهم رضوا بمتابعته ، وقالوا بخلافته وإمامته ، وكذا ابنه الرّجس المارد يزيد ، وسائر فروع الشجرة الملعونة (١) .
ولهذا بايع ابن عمر معاوية وابنه ، وأوجب التمسك ببيعة يزيد ، كما روي في صحاحهم وغيرها (٢) .
ولا ريب عندنا أن معاوية سم إمامنا الحسن الزكي بِدَرِّهِ السُّمَّ إلى جعيدة بنت الأشعث بن قيس زوجة الحسن بن قيس زوجة الحسن عليهالسلام ، ووافقنا عليه كثير من علمائهم .
ففي «الاستيعاب» بترجمة الحسن عليهالسلام بعد ما روى أن بنت الأشعث سقت الحسن عليهالسلام السم ، قال : « وقالت طائفة : كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها » (٣) .
وحكى ابن أبي الحديد (٤) عن أبي الحسن المدائني قال : «دس إليه معاوية سمّاً على يد جعدة بنت الأشعث بن قيس زوجة الحسن ، وقال لها : إن قتلتيه بالسم ، فلك مئة ألف ، وأزوجك يزيد ابني ، فلما مات ، وفي لها بالمال ، ولم يزوجها من يزيد» (٥) .
__________________
(١) راجع الصفحة ١٥٦ من الجزء الأول من هذا الكتاب
(٢) انظر : صحيح البخاري ٩ / ١٠٣ ح ٥٥ ، مسند أحمد ٢ / ٤٨ و ٩٦ ، سنن البيهقي ٨ / ١٥٩ ــ ١٦٠ ، فتح الباري ١٣ / ٨٧.
(٣) الاستيعاب ١ / ٣٨٩.
(٤) ص : ٤ مجلد ٤ . منه قدسسره .
(٥) شرح نهج البلاغة ١٦ / ١١ .