وأقول :
قد تجاهل في مراد المصنف رحمهالله ، فإن مراده إثبات علم أهل البيت بحکم ميراثهم ، بدليل أن عدم علمهم به يستلزم جهلهم وقلة معرفتهم ــ حاشاهم ــ ؛ ؛ لأنّ من يجهل مثل هذا الحكم المختص به مع ملازمته ليله ونهاره ، واتخاذه داره داره ، ونزول الوحي في مسكنه ، للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أولى أن يجهل غيره .
وليس مراد المصنف رحمهالله إثبات علم أهل البيت بكل فرع ، وإن كان الحقِّ أنّهم يعلمون بجميع ما أنزل الله تعالى على نبيه .
وأما ما زعمه من أنّ أبا بكر سأل تصديقه من الصحابة فصدقوه ، فكذب ظاهر ، إذ لم أجد له اثراً في رواية أصلاً .
نعم ، ورد عندهم أن عمر سأل جماعة من الصحابة عندما تنازع عنده علي والعباس فصدقوه .
وقد أوضحنا لك كذبه عند الكلام على فدك في مآخذ أبي بكر (١) .
وأما ملازمة أبي بكر للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فغير بعيدة ، ولكن كم من سامع لا يستمع ، و مبصر لایتبصر ، لقلّة استعداده ، أو عدم اهتمامه بالعلوم الشرعية ، ولذا لم يوجد له عندهم من الروايات إلا النادر ، مع اهتمامهم بشأنه وابتلائه بالمسلمين عامة أكثر من عامين .
وأما ما رواه ابن مردويه فلا تتوقف صحته على وجوده في
__________________
(١) راجع ٧ / ٩٧ وما بعدها من هذا الكتاب