صحاحهم ، فكم أهملت صحاحهم صحيحاً عندهم ، حتى استدرك الحاكم وغيره على الصحيحين أحاديث لا تحصى ، وليس ما جمعه البخاري ومسلم وغيرهما من أهل صحاحهم بأولى بالصحة مما جمعه ابن مردويه .
كيف ؟ وقد عرفت في طي الكتاب ما في صحاحهم من المنكرات والمكفرات ، وعرفت في المقدّمة ما في أسانيدهم أسانيدهم من رجال الكذب والفسق .
وكيف يرجى من مثل البخاري ومسلم في شدّة تعصبهم وميلهم مع ملوك وقتهم عن مذهب أهل البيت أن يرووا قول الزهراء لأبي بكر : لقد جئت شيئاً فريا ؟ !
على أنّهم يخشون أن تُرمى صحاحهم بالسقم ، ويخافون على أنفسهم القتل ، كما داسوا في خصيي النسائي حتى قتلوه لما قال : لا أعرف لمعاوية فضيلة ، إلّا لا أشبع الله بطنه (١) .
***
__________________
(١) راجع ١ / ٢١ من هذا الكتاب