وقال الفضل (١) :
قد سبق هذه المباحثة (٢) ، وذكرنا من روايات الصحيح أن رسول الله ذلك يستمر أكثر المسلمين عليه ويهملون ما فعله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صرح بأنه يخشى أن يفرض عليهم الجماعة في قيام رمضان فلايطيقونه ، ولهذا ترك الجماعة.
وكان أوّلاً يصلّى الجماعة ولما كان في زمن عمر ارتفع ذلك المحذور ؛ لانقطاع الوحي ، فجمع في القيام ، وجمع الناس ؛ لئلا تفوت عليهم فضيلة القيام ، ووقع الإجماع على الجماعة .
وأيضاً ذكرنا أنّ البدعة لفظ مشترك ، قد يقال ويراد به : ما يخالف أصول الشرع ، ومنه : البدعة ضلالة.
وقد يقال : ويراد به : ما ابتدع في الشرع ، ويكون موافقاً للأصول الصحيحة الدينية ، وبهذا المعنى قد يكون مندوباً وقد يكون مباحاً ، وما ذكرعمر أنّها بدعة ونعمت البدعة فبهذا المعنى .
***
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٥٤ ( حجري ) .
(٢) راجع ٧ / ٣١٧ ــ ٣١٩ من هذا الكتاب.