قال المصنّف ــ ضاعف الله أجره ــ (١) :
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن عائشة قالت ما غِرْتُ على أحدٍ من نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مثلما غرتُ على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يكثر ذكرها ، وربّما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثمّ يبعثها في صدائق خديجة ، فربّما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا أمرأة إلا خديجة !! فيقول : إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد (٢) .
قالت عائشة : وأمره ربّه أو جبرئيل أن يبشرها ببيت في الجنّة من قصب (٣) . (٤)
وأجمع المسلمون على أن خديجة من أهل الجنة ، وعائشة قاتلت أمير المؤمنين ، بعد الإجماع على إمامته ، وقتل بسببها نحو من ستة عشر صحابي وغيره من المسلمين (٥) ، وأفشت سر رسول الله ، كما حكاه الله تعالى (٦) .
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين : أن عمر خليفة أبيها شد
__________________
(١) نهج الحق : ٣٦٩ .
(٢) الجمع بين الصحيحين ٤ / ١١١ ح٣٢٢٣ ، وانظر : صحيح البخاري ٥ / ١٢١ ح٣٠٦ ، وج ٧ / ٦٥ ح١٥٨ ، صحیح مسلم ٧ / ١٣٣ و ١٣٤.
(٣) القصب : لؤلؤ مجوّف واسع ، كالقصر المنيف
(٤) الجمع بين الصحيحين ٤ / ١١١ ح ٣٢٢٣ ، وأنظر : صحيح البخاري ٥ / ١٢١ ذيل ح ٣٠٥ ، ج ٢٥٣ ضمن ح ١١٠ ، صحیح مسلم ٧ / ١٣٣
(٥) انظر : عيون الأخبار ــ لابن قتيبة ــ ١ / ٣٠٠ .
(٦) إشارة إلى قوله تعالى : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ... ) الآية ٦٦ من سورة التحريم.