وأقول :
قد روى البخاري هذا الحديث في كتاب الأذان (١) ، ومسلم في كتاب الصلاة (٢) ، وهو مشتمل على أمرين : التهديد وهو واضح ، والذم وهو أوضح ، إذ لا أدل عليه من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو يعلم أحدهم أنّه يجد عَرْقاً الله سميناً ... إلى آخره ، بل ذلك التهديد يستلزم الذمّ أيضاً ، إذ لا يحسن مثله على مالا ذمّ عليه.
وأما قوله : « وربّما كان هذا في جماعة ، فغير بعيد ، لما رواه مسلم في المقام المذكور عن أبي هريرة ، قال : «إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم أمر رجلاً فيصلي بالناس ، ثم أنطلق برجال معهم حُزَمُ الحطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» (٣) .
وروی نحوه البخاري (٤) في في كتاب كتاب الأذان .
وروى مسلم أيضاً (٥) عن عبد الله ، قال : لقد رأيتنا وما يتخلف عن
__________________
(١) في باب وجوب صلاة الجماعة . منه رحمهالله .
(٢) في باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها . منه رحمهالله .
(٣) صحیح مسلم ٢ / ١٢٣.
(٤) في باب فضل صلاة العشاء في الجماعة ، منه رحمهالله ، صحيح البخاري ١ / ٢٦٥ ــ ٢٦٦ ح ٤٩.
(٥) في باب صلاة الجماعة من سنن الهدى . منه رحمهالله .