الصلاة إلا منافق أو مريض (١) .
وفي رواية أخرى : ما يتخلف عنها إلا منافق (٢) .
لكن على هذا يلزم إثبات النفاق لأكثر الصحابة ، فيكون أضرّ على الخصم .
روى أحمد في مسنده (٣) عن أبي هريرة قال : «أخر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة العشاء حتى تهوّر الليل (٤) ، فذهب ثلثه أو قرابته ، ثم خرج إلى المسجد ، فإذا الناس عزون (٥) ، وإذا هم قليل ، قال : فغضب غضباً ما أعلم أنّي رأيته غضب غضباً قط أشدّ منه ، ثم قال : لو أنّ رجلاً دعا الناس إلى عَرْق أو مَرْماتين (٦) أتوه لذلك ولم يتخلّفوا ، و وهم يتخلفون عن هذه الصلاة ، لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ، وأتبع هذه الدور التي تخلّف أهلوها عن هذه ، فأضرمها عليهم بالنيران (٧) .
وروى أيضاً (٨) عن أسامة بن زيد حديثاً قال فيه : إن رسول الله
__________________
(١) صحیح مسلم ٢ / ١٢٤.
(٢) صحيح مسلم ٢ / ١٢٤.
(٣) ص : ٥٣٧ ٢. منه قدسسره .
(٤) تهوّر الليل : أي ذهب أكثره ، وقيل : ولّى أكثره وانكسر ظلامه .
انظر : لسان العرب ١٥ / ١٥٨ مادة «هور» .
(٥) العزون : جمع العِزَّةِ ؛ وهي العصبة أو الفرقة من الناس .
لسان العرب ٩ / ١٩٦ مادة «عزا» .
(٦) المرماتان : تثنية المرماة ظلف الشاة. وقيل ما بين ظلفيها ، وتكسر ميمه وتفتح ، ويفسّر بما بين ظلفي الشاة ، ويريد به حقارته .
أنظر : النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ٢٦٩ ــ ٢٧٠ مادة «رمي» ، تاج العروس ١٩ / ٤٧٦ مادّة ( رمي ).
(٧) مسند أحمد ٢ / ٥٣٧.
(٨) ص : ٢٠٦ ج ٥ . منه قدسسره .