وأقول :
حاصل جوابه : أنّ الله سبحانه رحيم ببعض العباد ، غير رحيم ببعض آخر ، فإنّه خلق الكافر وليس له من الرحمة نصيب.
وعليه فلا تكون رحمة الله سبحانه ذاتية وثابتة له من حيث هو ، بل يرحم من يشاء لمحض الرغبة والتشهي ، وهي على هذا صورة رحمة لا حقيقة لها ، وهذا هو الكفر المحض المخالف للكتاب والسُنّة وضرورة الدين .
وأما قوله : إنه تعالى ليس بظالم في هذا التصرّف لأنه ملكه .... إلى آخره .
فَلَغو آخر تقدّم جوابه (١) ، وهو أنّه ليس من شأن الملكية التصرّف فى المملوك كيف كان ، وإن أضر به وعذبه بلا سبب ، بل هذا مخالف لشأن الملكية ، فإنّ شأنّها رعاية المملوك ورحمته ، فمن عذب مملوكه بلا ، موجب ، وأضرّ به بلا داع ، فقد خالف مقتضى الملكية ، وأساء بالضرورة ، وما يدري الإنسان بم يكلّم هؤلاء وقد بنوا مذهبهم على خلاف الضرورة؟!
***
__________________
(١) راجع : ٢ / ٣٤٢ و ٣ / ٩٥ من هذا الكتاب.