وقال الفضل (١) :
هذه الخطبة الشقشقية المعروفة المشهورة ، وقد ذكرها السيد الرضي في كتاب «نهج البلاغة ، والله أعلم بهذا ، وليس لأمثال هذا حجّة في صحة من إسناد ، أو نقل من كتاب الثقات ، حتى يجعل دليلاً .
وإن فرضنا صحته ، فهو خبر آحاد ، ولا يعارض الخبر المتواتر ، أن أمير المؤمنين بايع الخلفاء طائعاً راغباً وناصحهم وشاورهم في الأمر ، ووافقهم في التدابير .
وإن سلّمنا أنّه كان مكرهاً ، لأنّه كان يرى نفسه أفضل من غيره ، وإمامة المفضول عندنا جائزة (٢) ، فكان كراهته للبيعة ، لا أنّه يراهم غير مستأهلين للخلافة ، وخلافة المفضول عندنا جائزة ، ولهذا بايعهم ، ولمّا رأى معاوية غير أهل للخلافة حاربه ومنعه من الخلافة.
***
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٢٩(حجري ) .
(٢) راجع ٤ / ٢٢٣ ــ ٢٣٤ من هذا الكتاب.