لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (١) .
بلى والله ، لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم احلولت الدنيا بأعينهم وراقهم زيرجها .
أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقارّوا على كظة ظالم ، ولا سعب ، مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز» (٢) .
وهذا يدلّ بصريحه على تألّم أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتظلمه من هؤلاء الصحابة ، وأن المستحق للخلافة هو ، وأنّهم منعوه عنها .
ومن الممتنع ادّعاؤه الكذب ، وقد شهد الله له بالطهارة ، وإذهاب الرجس عنه ، وجعله ولياً لنا في قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) (٣) الآية ، وأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالاستعانة به في دعاء المباهلة ، فوجب أن يكون محقاً في أقواله .
***
__________________
(١) سورة القصص ٢٨ : ٨٣ .
(٢) معاني الأخبار : ٣٦١ ــ ٣٦٢ عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، وأنظر : علل الشرائع ١ / ١٨١ ــ ١٨٢ ح ١٢ ، نهج البلاغة : ٤٨ ــ ٥٠ .
(٣) سورة المائدة ٥ : ٥٥ .